الشروجان
كلمة حب
ترتفع في أرجائه قلوب المحبين
إنه قافيه لم يخلق قائلها
لها الله من كلمة ما حطت حروفها على شفة حتى تطرب طيورها
وما لامس شعاعها قلبا حتى ينبثق في ساحته نور الحياة
كلمة قل حروفها وكثر صروفها
فكما قد ترتقي بالمحب إلى درجات الملأ العلوي
فقد تسفل به إلى دركات الحيوانية المتدنية
لا سيما في زمن تكسرت الكلمات بين شفاهه
وتجمد الحبر في تجويفات يراعه
فما عادت الحروف إلا جثثاً ملقاة على صفحات أيامه
ولاشت أوراق شجرته القارعة ورقة بعد أخرى
ولن أتردد لحظة في القول بأن ورقة الحب كانت الأولى في هذا السقوط
فما زالت تصفر وتجف حتى تهاتكت على نفسها
وألقت بها من على شفرة الزمن
كيف لا وقد ضاع معناه ومبناه
وأصبحت شبكة مرصدة في كل الجهات
وأمام سبيل كل فراشة لها أمل في أن تطير؟ َََض
إن الذئاب الجائعة قد ركزت أنظارها في الأبواب والنوافذ وسدوا المنافذ وأحكموا نسج الشباك
فأنى يا فراشات بلادي أن تحلمن بالتنفس يوما فضلا عن الطيران